٠٢‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ٥:٥٧ م

الشهيد نصر الله قطبٌ ثوري من أقطاب المدرسة الحسينية

الشهيد نصر الله قطبٌ ثوري من أقطاب المدرسة الحسينية

جاء في مقال الكاتب والباحث اليمني، مُنتصر الجلي:  "شهيدُ الإسلام والإنسانية سماحةُ السيدُ الأقدس حسن نصر الله، علمٌ من أعلام الحُرِّية، وقطبٌ ثوريٌّ من أقطاب المدرسةِ الحسينية في العاشر من محرم، ورمزاً جسّدَ الولاية لله ورسوله وآل البيت (ع)".

وكالة مهر للأنباء _ مُنتصر الجلي: إلى تلك السنوات والزمن العتيد، إلى كل شمسٍ أشرقت وأفلت، إلى كل وادٍ وجبل، سهلٌ ومدر، إلى أنسامِ الوجودِ وأنفاسِ الحياةِ ، إلى كُلِّ ذرَّةِ تُرابٍ وبسةٌ وصلاة.

إلى تفاصيلِ الحياة مُكَوِّنٌ ومعنى نُشَيُّعُك أيها الأقدسُ الأسمى، نشيِع «الحُريةَ الحمراء» كما شيعها أحمد شوقي، ومحمود درويش والسنوار « بكل يدٍ مضرّجةٍ يدقُ» نُشيِّعُ الكرامة الباقية إلى المثوى الأخير، والطلقة القاتلة لليهود من زمن الرسول والأئمة والفتوحات شرقها وغربها، نشيع الأُمة من الأندلس في مجدها المنسي، إلى فلسطين أولى القبلتين..

نُشيِع الصفاتَ النبيلة والسخاء الإنساني، نشيع شبيه الملائكة حُسناً والأنبياء خشوعا، والأوصياء مقاما، والصادقون جهادا.

من نكبات الأُمةِ أن تفقد عظماءها؛ ليسوا عظماء ألعاب البوبجي وكرة والقدم ومصارعةُ النساءِ وقتال الثيران والفئران ومواسمَ الغِربان، لم تُفلح في عصر السيادة الغربية كغيرها وكأنها أمةٌ عصرية تُكافِح لتلعب وتلعب لتنسى مآسٍ وجراح نازفة.

تلك جراح العصور المتراكمة، التاريخ خير شاهٍد على نزيفِ الدم وضياع الحق الفلسطيني، ليست بعيدة عنَّا جرائم العدو الحديث عن الاستعمار القديم، وما فلسطين و الأقصى إلا عبرة الدهر ولسان الواعظين وبِيَعُ السلاطين، من جرائم تشيبَ لها الأرواح قبل الأبدان والولدان قبل الحين و الأوان، لم تَكُ للعربية القومية أي نُتاجٍ يُفيد أو حل ناجع ، بل سبباً لسقوطِ مُنحدرِ التطبيع والبيع على أروقةِ الأُممِ المتحدة ومجلس الأمن!

يا للعجب أو مساومةً على أرضٍ وإنسان؟

الأمةُ الإسلامية أنظمةً وشعوبَ أُمة بلهاء إلا ما رحم الله، تلك الرحمة أن فتح الله لها باب الجهاد فلا تنال وطَرَ العِزِّ إلا به، ولن تسجد سجدةً على باحات الأقصى إلا عن طريقه.

شهيدُ الإسلام والإنسانية سماحةُ السيدُ الأقدس: حسن نصر الله، علمٌ من أعلام الحُرِّية، وقِطبٌ ثوريٌّ من أقطاب المدرسةِ الحسينية في العاشر من محرم، ورمزاً جسّدَ الولاية لله ورسوله وآل البيت (ع) رجل عَرف الميادين وعرفته، فتوجه إلى شعبه ومُحِبِّيه يطوي لهم بكلتا يديه الشريفتين الانتصاراتُ تلوا الأُخرى، من حرب 2000م إلى انتصار تموز 2006م إلى طُوفانِ الأقصى، وغيرها من نماذج العطاء التي زرع بساتين غرسِها في قلوب المُقاومةِ وعُشاقها آمال العودة وتحقيقُ المصير، ثلاثون عاماً ونيفٍ صنع معجزاتٍ لا تقوى دول بعدَّتِها وعتادها صُنع تلك الشمس التي اكتست من نوره الفيَّاضُ أسباب بقاءها.

في المقابلِ وضع الكَيان اللقيط على حافَّةِ الموت الحتمي، والزوال الأكيد، حتى أصبح كابوس إسرائيل وشبح القِصاص المطارد لها على بقاع الجنوب وشِعبا، وغزة وغيرها من مواطن الظفر الإلهي.

مشهدية الحشر من التشييع من 23 شباط مثَّل يوم تاريخي في تاريخ الأُمَّةِ المُسلمة ولُبنان والمقاومة، وشمس الانتصارات تُلوِّحُ مودِّعةً للسيدين الجليلين وسط لوحة حضارية رسم اللبنانيون ملامح الوحدة الوطنية، ولاريب من ذاك فلا قوة للشعب اللبناني سوى وحدة الكفِّ والمصير.

صعيد الحشر وعاطفة الشوق، فاجعةُ المصابِ جمعت المسلمين والمسيحيين ومختلف التيارات، تلك المناديةُ بالوطنيةِ، شخصية شهيد الأمة سماحة السيد حسن نصر الله شخصية جامعة لا فرق لديه بين أبناء شعبه، بادلهم الحب والإعزاز والتربية الجهادية، وأن روح لبنان شعبا و دولة و مقاومة هي بقاء الحرية والكرامة.

إن البلدان العربية تتناقصُ رويداً رويدا إلى هاوية المصير الغربي والذي تقوده السياسةُ الصهيونيةُ، تتمثل في الحركة الأمريكية الطاغية، التي تُركع الإنسان للإنسان وتُحرِر عنهُ مفاهيم الحرية والسيادة والعيش الكريم.. هذه الليمبرياليةِ الأمريكية الإسرائيلية، تعمل على نقيض ماتدعو إليه من ضجيج إعلامي وتطبيل سياسي لخداع الشعوب حول حقوق الإنسان وتحقيق عالم السلام في شريعة من الغاب تحكمها فلسفة اليهود الوحشية.

إن في أنظمة عالمنا العربي أنموذج واضحٌ لحقيقةِ التبعية والهرولة لبيع الشعوب للفيل الأمريكي والسرطان الصهيوني؛

إن القومية العربية، شعارات خدعتنا بها أنظمة العرب طيلة عقود من الزمن لتحفظ لها أقدام عروشهم البائدة؛ تلك القضيةُ الفلسطينية شاهدة على كل ذاك، ليخرج الزعماء عقدا تلوا عقد ينعِقونَ بأصوات حل الدولتين،! ياترى أي حل يُفِتُّون به أعضاء الأمة، ويقسمون به شُعوبها المستضعفة!!

ليت لي بخيبرٍ أُخرى أو تبوك وبدر، لتزيَّنت قُبة الأقصى تَزيُّن العروس ليلة فرحِها، وما حُلم العودة إلا قاب قوسين يُرى
لمن ينظر بعين بصيرته لا بصره، وسيف المقاومة شاهرا وغمد القادة حاضرا، من لبنان إلى غزة واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التاريخُ يصنعه العظماء، وشيهد الأمة قائدهم، لا القتل والعدوان والمجازر الصهيونية البشعة.

« إنا على العهد» ميثاق العقد الثالث من الألفية الثالثة، وأجيال اليوم ليس كالامس، طالما فَجرُ الأعلامٍ بازغ على ربوع البلاد العربية، من صلابة نقم وعطان إلى صمود غزة والضفة، إلى شجرة المقاومة العالية ويد الولاية الباقية، لا شمسٌ تغربَ دون شمسِ الصهيونية نبوءة من حتميات ثلاث وهل أصدق من القرآن حديثا.

حال الأنظمة ورجالُ الدين في 23 من شباط، الذين لم يؤمنوا بأحقية المقاومة، كحال الأرملة المُبعدة، أو الطلقاء العُصاة، هم أولئك من حملوا فأس التآمر والتطبيع وفتاوى الزور في تطويع الشريعةِ السمحاء آياتٌ للسلطان وأبناء البِغاء؛ يتهافت المتهافتون والمنجمون والمشعوذون على بركات نعالهم يجهشون بالدعاء ويسحرون أعين الأغبياء، فأخرجوا الطوائفَ والعقائدَ، وأحكموا الدين للسُّلطان على رقابِ العامة من الناسِ، ذبُلت شعلةَ الشعوبِ وتنادوا مصبحين على سقوط بقاع الإسلام في يدِ " أبناء الحمراء" من اليهود والنصارى.

ليس صُبح الأُمة بقريب على نداءاتِ الدعاة والمنجمون.. بل لن يكون فجر فلسطين طالعا، سوى إخلاص أبناءه، وسواعد رجال المقاومة، لا ثقافة تحيي القضيةَ، غيرَ ثقافةُ القُرآن الكريم، ليس للحرية بابٌ دون باب التحرير المُوعِدُ به في آيات الإسراء الناطقة، خلا الدينيون من أرباب الفُرقةِ والاعتقاد أعمى الله بصائرهم عن أبواب فلسطين، فأخذوا ينسجون الأساطير المُحكمة.

التاريخ لا يولد إلا مرة فما أنتم فاعلون؟

إن المقاومة الإسلامية العربية على أقطارها لبنةً من بناء الدين السماوي الموعود بالنصرِ سيدها شهيد الإنسانية وصفيه، سماحة الأمين جبل دفع كل محاولات كيان الاحتلال من التفرد بكعكة الشرق الجديد؛ اليوم جبل الأمة يتنحى حاملا لواء الانتصارات التاريخية في جبهة الإنسانية ما بقيت الدنيا.

إن الغلبة العربية لن تكون إلاَّ إذا أعادت الأمة النظر حول المنهجية الفكرية، والاجتهاد والراي، وصياغة المنظومة الدينية من جديد تحت راية القرآن الكريم وعترة النبي الأكرم، لتحقق لنفسها العزة وتعيد مكانتها بين الأمم.

ومما يبدوا جليا ذلك التوجه للأجيال الناشئة في بوتقة الطائفية والحزبية العلمانية، تراهم يتقافزون لمنابر التوحيدِ والذاتِ والصِفات والأوحد ، والرؤية والهبوط والطلوع، والكيفية والمشيئة من عدمها، يرون الاُمة تُسلب مقومات وجودها الحضاري وحالهم كحال البائس اليائس، كآنيةٍ يتقلفون ما يُعصرَ خلف دهاليز الساسة ومجلدات المتقولين ، فوقعوا من الغثّ والرديء موقع لا يُحسدون عليه.

إن النور الإنساني فطرةُ الله في عباه، البصيرة نور روحي يهبه الله لمن يطلبها دون تشبيه ولا تجسيم أو رضى عن سلطان من أهل الدِيرِ والحوانيت، وإن كُسر العظم وهشم الراس؛.

ليس لابناء الإسلام من جدوى غير وحدة الصف ونبذ الهامشيات خلف الشمس، والانطلاقة من فاتحة الكتاب إلى سورة الناس، لتعود المنجية الرسالية، وتنمو بذرة الرسالة كما سمعها بلال ومصعب بن عمير وأبي ذر الغفاري من رسول الله أول مرة، حينها تكون الأمة إلى خير الدنيا والآخرة.

/انتهى/

رمز الخبر 1955059

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha